بسم الله الرحمن الرحيم

بيان حول العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني

"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" - صدق الله العظيم

تمر القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية بوقت عصيب وظروف صعبة وقاسية حيث يقوم السفاح شارون والصهاينة ومن ورائهم بعدوان غاشم على الشعب الفلسطيني في ظل تخاذل عربي رسمي وفي ظل غطاء أمريكي واضح على كل جرائم شارون.

أولا نحيي إخواننا الفلسطينيين رجالا ونساء وأطفالا وشبابا وشيوخا على مقاومتهم الباسلة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال المعتدية، ونحيي الصمود العنيد للشعب الفلسطيني الذي يحطم غطرسة شارون السفاح. فبالرغم من المجازر والممارسات الوحشية لجيش الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة، ورغم المساندة الأمريكية العمياء للكيان الصهيوني، ورغم الضعف العربي في ظل أحلك الظروف، رغم كل هذا مازال الشعب الفلسطيني بأطفاله وشبابه وشيوخه ونسائه يسطر ملحمة من البطولة والصمود.

كما أننا نحيي ونعتز بالمواقف البطولية لشعوبنا العربية والإسلامية ونطلب منهم المزيد من الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني، والمزيد من الخروج إلى الشوارع لإبداء رأيهم والضغط على حكوماتهم باتخاذ مواقف قوية تتناسب ومستوى الجرائم التي ترتكب على أرض فلسطين.

وندين موقف الأنظمة العربية المخجل مما يحدث، ونطالبها بقطع كل العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، وطرد سفراء إسرائيل وممثليها وغلق السفارات و"المكاتب" الإسرائيلية في العواصم العربية المعنية، وفتح الحدود للمتطوعين التواقين للشهادة في سبيل الله. كما نطالب الحكومات والشعوب العربية والإسلامية بتقديم الدعم والمساندة بالمال والرجال والسلاح للشعب الفلسطيني الذي يتعرض على مرأى ومسمع الرأي العام الدولي لعدوان همجي وممارسات عدوانية على يد قوات الاحتلال. كما نطالب الحكومات العربية بتحذير الإدارة الأمريكية بشكل واضح وصريح وتهديد مصالحها في المنطقة، فإما أن تكون مع العدوان، وهي كذلك، وبهذا تعرض مصالحها وتعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر أو أن تتخذ الإدارة الأمريكية موقفا عادلا، وتكف عن ممارسة العدوان ضد الشعب الفلسطيني وضد العرب والمسلمين. يجب إفهام الإدارة الأمريكية بأنها تمارس عدوانا حقيقيا ضد الشعب الفلسطيني تماما كما تمارسه حكومة إسرائيل، فتصريحات المسئولين في الإدارة الأمريكية، وعلى رأسهم "جورج بوش"، عدوان بحد ذاته،  فالشعب الفلسطيني بأسره يتعرض لجرائم الحرب والإبادة من إسرائيل والولايات المتحدة. إن أميركا في الحقيقة ليست راعية للسلام إنما هي شريكة شراكة كاملة في الجرائم التي ترتكبها الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

إننا نرفض التنازل عن أي حق من حقوقنا المشروعة، وأي مفاوضات يجب أن يكون أساسها استرجاع الحقوق العربية والإسلامية كاملة في فلسطين وإعادة اللاجئين كلهم إلى أرضهم وديارهم التي أخرجوا منها بغير حق، وطرد الغزاة الغاصبين لأرضنا وبلادنا.

إن القضية الفلسطينية هي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ولكنها قضية العرب والمسلمين جميعا. لذلك ندعو العرب والمسلمين أن يشاركوا في الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس. وإن لم يتمكنوا من المشاركة بالجهاد بالنفس، فالجهاد بأي وسيلة أخرى من خلال وسائل الإعلام وعقد الندوات والمؤتمرات، لدعم القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني. كما قال الله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدًا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك الفوز العظيم".

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

الحزب الإسلامي العراقي

22‏ محرم‏ 1423

4 نيسان (إبريل) 2002