بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء العرب

تعقد القمة العربية في بيروت والأمة تمر في ظرف صعب ومعقد للغاية يقتضي من قادتها مواقف حاسمة وجريئة تتناسب مع تطلعات شعوبنا والتحديات الكبيرة التي تواجهنا. فالقضية الفلسطينية وصلت إلى منعطف خطير وتحولت الانتفاضة إلى ثورة عارمة على الاحتلال الصهيوني ولم تستطع الآلة العسكرية الصهيونية رغم كل جبروتها كسر هذا الشعب أو النيل من عزيمته بل رأينا تخاذلا وتراجعا في صفوف العدو تمثل في تمرد متزايد داخل قواته المسلحة وهجرة معاكسة وتراجع في الاقتصاد وقلق وانهيارات نفسية في شعبه.

إن القمة العربية مطالبة اليوم بنتائج تتناسب وتضحيات الشعب الفلسطيني البطل وان تقدم له كل المستلزمات التي يحتاجها للاستمرار في جهاده واستثمار النجاح الذي حققه على الأرض.

إن المبادرات العربية السلمية يجب أن تأتي متكاملة مع تعزيز الحالة الجهادية للشعب الفلسطيني وليست بديلا عنها وينبغي استثمار تلك المبادرات لزيادة الخلخلة والارتباك في صفوف العدو لا أن تكون سببا لبلبلة صفنا وإضعاف روح المقاومة والجهاد.

إننا إذ نقدر للزعماء العرب مبادراتهم السياسية وحرصهم على تحقيق إنجاز سياسي لصالح فلسطين وشعبها فإننا نطالبهم بقرارات ملزمة مالية وسياسية لصالح شعب فلسطين وانتفاضته المباركة والتي يمكن لها تحقق كل حقوقنا السياسية من غير تنازلات ثقيلة.
إننا نناشد قمتكم كذلك بموقف واضح وقوي ضد أي عدوان خارجي يقع على أي شعب عربي وأول ذلك الوقوف الحازم ضد التهديد بالعدوان الأمريكي على العراق، فما تفعله أمريكا اليوم هو لضمان أمن إسرائيل وتفوقها العسكري وللهيمنة على النفط العراقي كما ندعوكم لتوظيف كل علاقاتكم السياسة الدولية لمنع مثل هذا العدوان والمبادرة إلى رفع الحصار الجائر المفروض على شعب العراق والذي الحق به الأذى وعطل نموه وتفاعله مع العالم

وندعوكم أيضا يا أصحاب الجلالة والفخامة أن تردموا الهوة بين الحكومات العربية وشعوبها بصورة علمية للاستفادة من الطاقات وتنظيمها على أسس صحيحة تناسب تطورات العصر والمشاركة في البناء والتجديد وسيحفظ لكم التاريخ والأجيال القادمة هذا الموقف المبدئي الشجاع.

 نرجو لقمتكم النجاح ونسال الله تعالى لكم التوفيق ولشعوبكم وبلدانكم التقدم والازدهار.

الموقعون:

هيئة العمل الوطني

الحزب الإسلامي العراقي

التجمع القومي الديمقراطي

الحركة الإسلامية في العراق